الجامع الصلاحي الكبير ، أحد أكبر مساجد نابلس القديمة الذي يعرفه كل من زار البلدة القديمة لنابلس ، والذي حظي قبل سنين أربع بالترميم والتجديد ، كان يضم فيما مضى بيمارستاناً (مشفى) يجهل ما يتوفر بين يدينا حالياً من التاريخ اسم بانيه وسنة بنائه، ومن بين من أشار اليه من المؤرخين النابلسي في كتابه (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية) .
بيد أن الضريح القائم في الجزء الغربي من الجامع على يمين الداخل اليه من بوابته الشمالية دفع بعض المؤرخين وأخصائي الآثارأن هذا الضريح يعود الى باني البيمارستان ، وهو أحد ولاة نابلس الأمير مصطفى بك الفقاري ، والذي كان أحد أمراء الحج في العهد العثماني قبل أن تسند امارة الحج الى والي دمشق، ويوجد الى جانب الضريح بناء يسمى بالايوان ، بيد أنه حالياً وفق ما ذكر لي أحد خدمة المسجد الكبير يستخدم كمخزن لا غير وصادف أن كان مغلقاً في الوقت الذي قمت فيه بزيارة المكان لالتقاط الصور وتتبع خطى التاريخ الطبي.
ضرح الأمير مصطفى بك الفقاري
مبنى الايوان
ويذكر الأستاذ كلبونة خبيرالآثار النابلسي أن الأمير المرحوم مصطفى بك الكبير هو الذي قام ببناء المئذنة الحالية للجامع الكبير وفتح مدخله الشمالي فلا عجب اذن أن يكون هو من أنشأ البيمارستان كذلك ، ولا سيما أن من عادة الولاة أنهم كانوا يوصون أن يدفنوا في المساجد والبيمارستانات التي يشيدونها.
والمسجد الكبير كان في الأصل بازيليكا رومانية ثم شيد الصليبيون مكانها كنيسة عام 1167 للميلاد قبل أن يدخل صلاح الدين القدس فاتحاً ويحول الكنيسة الى مسجد حمل اسمه ، أما مئذنته فقد بنيت في العهد العثماني .
ويمتاز الجامع الكبير بالسعة حيث يضم 4 محاريب (كانت تقام فيه الصلوات على المذاهب الأربعة) ، وله 4 أبواب ويتسع كل صفٍ فيه لـ 150 مصلي.
وفي أثناء الترميم الأخير للمسجد عثر على أعمدة رومانية تحته قد تعود الى البازيليكا الرومانية القديمة.
ولكن: أين ذهب البيمارستان؟
لقد ضرب زلزالٌ مدمر مدينة نابلس عام 1927 أطاح بالكثير من معالمها مع الأسف ، مما دفع بلدية نابلس آنذاك الى هدم المنازل الكائنة في الجزء الشمالي للجامع بصفتها أبنية خطرة كما يذكر أ. كلبونة خبير الآثار النابلسي ، وتم بدلاً منها تشييد محال تجارية تم تأجيرها للتجار ، ولا زلنا نبحث عن خيطٍ من التاريخ يقودنا الى بعض حقائق البيمارستان وسنة وجوده وبانيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق