الأحد، 23 ديسمبر 2012

جابرييل فالوبيو.. عطاء زاخر في عمرٍ قصير

جابرييل فالوبيو - عطاء زاخر في عمرٍ قصير 
بقلم : د.عبدالرحمن أقرع



يعتبر جابرييل فالوبيو أحد أهم علماء التشريح وأحد أعظم الأطباء  في القرن السادس عشر الميلادي  ، وينحدر من أسرةٍ نالت شرف 
النسب ولكن دون سعة العيش فعانى الأمرين لكي يتمكن من الحصول على التعليم، فاضطره شظف العيش الى الالتحاق بسلك الكهنوت .
ثم تلقى فالوبيو تعليمه الطبي في جامعة فيرارا الايطالية التي كانت من أرفع الجامعات الأوروبية مكانةً في حينها ، وتخرج عام 1548ثم  ميلادية ، وبعد تخرجه مارس التدريس الجامعي في عدة كليات طبية ثم أصبح فيما بعد استاذاً في علم التشريح ، ثم دعي الى عدد من الجامعات الايطالية المرموقة كجامعة ( بيسا ) قبل أن يصبح رئيسا لقسم التشريح والجراحة في جامعة ( باداوا) الشهيرة.
ومع شهرته كأحد أشهر علماء التشريح في كل العصور الا أنه أيضا نال استاذية في علم النباتات وكان زائراً منتظما للحديقة النباتية في باداوا ، كل هذه الانجازات حققها قبل أن يموت دون سن الأربعين من العمر.
وعرف بتواضعه وتعاونه مع زملائه رغم ما أشيع عنه من غيرته من كشوفات  زملائه ، بيد أن التاريخ أنصفه وشهد له أن انتقاداته لأعمال زملائه تندرج تحت بند النقد العلمي لا الحسد الشخصي.

ومن أبرز اسهاماته التشريحية اسهامه في اكتشاف الكثير من تشريح الرأس كاكتشاف الأذن الداخلية ، وطبلة الأذن وعلاقتها بعظيمات الأذن ، كما وصف بالتفصيل النافذة المستديرة والنافذة البيضاوية في الأذن وعلاقتها بالمتاهة الأذنية والقوقعة .
ويعتبر فالوبيو أول من اكتشف العلاقة بين خلايا العظم الصدغي والأذن الوسطى ، وأفضل من وصف القناة الدمعية والعظم الغربالي والأعصاب الشمية .
وقام فالوبيا كذلك بتصحيح مفاهيم معاصره فيزاليوس فيما يتعلق بتشريح العظام والعضلات.
واكتشف فالوبيو قناة فالوب التي تصل بين الرحم والمبيض والتي تحمل اسمهى ( قناة فالوب) كما ارتبط اسمه بالقناة المائية التي يمر منها العصب الوجهي .
ولا تقل اسهاماته في الطب السريري عن اسهاماته في التشريح حيث كان أول من استخدم المنظار لفحص الأذن وعلاجها ، وله كتابات قيمة عن علاج القروح والأورام .
وله كتابات نقدية كذلك في نقد كتاب أبوقراط (جروح الرأس ) 
وهنا يجب أن أتوقف قليلا حول ما يعتبر من انجازات فالوبيو الهامة ، ألا وهو اكتشاف الواقي  للعضو الذكري ، والحث على استخدامه للوقاية من مرض الزهري ( السيفلس) ، لأنه ان توخينا الانصاف فالواقي الذكري هو اكتشاف عربي بامتياز أوجده الشيخ الرئيس ( ابن سينا) .
وامتدت اهتمامات فالوبية العلمية الى كافة أشكال العلاج الدوائي منها وغيره وله كتابات قيمة فيها ولكنها لم تر النور الا بعد وفاته ، حيث جمعت كتاباته اليدوية وملخصات محاضراته ونشرت .
توفي فالوبيو عام 1562 ميلادية عن عمرٍ يناهز التاسعة والثلاثين فقط قدم خلالها للعلم ما لا يقدمه جهابذة عدة في عقودٍ متصلة.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق