الجمعة، 27 ديسمبر 2013

عمليات التربنة وجديد الاكتشاف

بقلم :د.عبدالرحمن أقرع
محاضر في علم وظائف الأعضاء وتاريخ الطب
-------------
تشير الدلائل أن المعالجين في البيرو مارسوا عملية التربنة ( النقب)  والتي هي عبارة عن عملية جراحية يتم خلالها ازالة جزء من قبو الجمجمة باستخدام مقدح يدوي أو أداةٍ أخرى للقطع قبل أكثر من 1000 عام ، وذلك لاستخداماتٍ طبية عديدة تتنوع من اصابات الرأس الى أمراض القلب.
وقد مورست التربنة منذ عهودٍ تاريخية بالغة القدم واستنبطت من الرسومات التي عثر عليها على جدران الكهوف ومن خلال الجماجم البشرية التي عثر عليها في أماكن مختلفة من العالم منها ما يعود الى 6500 عام في فرنسا.
وقد استخدمت لعلاجات عدة منها المنطقي ككسور الجمجمة والتشنجات  ازالة الورم الدموي تحت غشاء الجافية (من طبقات السحايا) - باختلاف المراحل التاريخية للاستخدام- ومنها ما استخدم لاخراج الأرواح الشريرة من الرأس .


لوحة للفنان هييرونيمس بوش بعنوان (استخراج حجر الجنون) من القرن الخامس عشر الميلادي.
أما آخر هذه الاكتشافات فقد تمت قبل اسبوعين في البيرو .
وتبدأ القصة عندما قامت عالمة الآثار الحيوية ( دانييلي كورين) وفريق البحث خاصتها بالتنقيب في كهوفٍ في في الاقليم الهندي الأوسط الجنوبي من البيرو (أمريكا الجنوبية) فعثرت على بقايا بشرية لـ 32 شخصاً من الفترة 1000-1250 للميلاد ، وعند تفحص العظام تبين اجراء 45 عملية تربنة للمذكورين.
(عندما يتلقى المرء ضربةً على رأسه تسبب انتفاخاً في الدماغ ، أو يعاني من مرضٍ عصبيٍ أو روحي أو بدني- نفسي فان فتح ثغرة في الجمجمة يصبحُ أمراً ذا جدوى) هذا ما أفادت به د. دانييلي كورين الأستاذ الزائر في دائرة علم البشريات ، والأخصائي في علم البشريات الشرعي (الجنائي) .
وتقول د.كورين أن هذا الاجراء ظهر في تلك المنطقة من البيرو بين العامين 200-600 للميلاد بيدَ أنهُ لم يكن شائع الاستخدام عالمياً ، وظل يعتبر ممارسة حيوية حتى قضى عليه الأسبان في بدايات القرن السادس عشر للميلاد.
بيد أنها حاولت أن تجد كيف بدأت عملية التربنة وبدأت بالنظر في تاريخ الامبراطورية المنهارة لتعثر على جوابٍ لتساؤلاتها.فتقول:
(عاش هذا الأقليم في الفترة بين 600-1000 للميلاد فترة ازدهار تحت ظل امبراطورية تدعى (واري) ، ولأسبابٍ غير معروفة فان الامبراطورية المذكورة قد انهارت فجأة ، وانهيار الحضارة قد جلب الكثير من المعضلات بيد أنه في فترة الانهيار تحديداً بدأ الناس في المنطقة يتقدمون ).
وتقارن د. كورين بين تسبب الاصابات بالرصاص من نوع جديد في الحرب الأهلية الأمريكية بتطوير أعين زجاجية أفضل ، وبأن الاصابات العسكرية عموماً تتسبب في انتاج أطراف صناعية وتطوير البحث في هذا المجال ، فان الأمر قد يكون كذلك في بعد انهيار حضارة الـ (واري ) وأن الناس لجأوا الى التربنة للتعاطي مع حالات العنف والمرض والحرمان المصاحبة لسقوط الامبراطورية المذكورة قبل 1000 عام من الآن)
وقد اظهرت ابحاث كورين وفريقها البحثي العديد من تقنيات القطع منها الجرفي ( scarping ) ومنها القطعي (cutting ) فيما استخدم البعض المقادح اليدوية، وكما نمارس اليوم تجربة أساليب طبية وجراحية جديدة فان العينات التي عثرت عليها كورين وفريقها توحي بتجريبهم لأساليب قطع مختلفة على الجماجم البشرية.
ويبدو أن بعض عمليات التربنة قد نجحت فيما مضى في الوقت الذي فشل بعضها الآخر ، لا سيما أن النمو الجديد للعظم ظهر في بعض العينات  المذكورة التي عثر عليها في الكهوف .وتشير كورين أنها رصدت في بعض العمليات كسوراً في الجمجمة تمت معالجتها بالتربنة وأن العينات تشير الى التئام الكسور وفتحات التربنة كذلك رغم ان العظم قد احتاج الى سنواتٍ لينمو من جديد .فيما قد تصاحب بعض فتحات التربنة المصاب الى بقية حياته.
وتظهر الابحاث ان عمليات التربنة التي لم تحظَ بنجاح كانت جثث أصحابها تستخدم لغايات تعليمية ، وكانت المهارة الجراحية آنذاك تقتضي أن يتم العمل على عظام الجمجمة دون المس بالدماغ مع ضرورة الاشارة هنا ان هذه العمليات مورست على الرجال فقط دون الأطفال والنساء الذين منع اجراء التربنة عليهم بنص القانون انذاك.
وتشير الابحاث التي تقودها كورين الى ان عمليات التربنة كانت تسبق بحلق الشعر وان آثار استخدم الضمادات من الاعشاب الطبية لا تزال ماثلة مما يشير الى وجود نية للمداواة من خلال العمليات المذكورة .
كما ويبدو جلياً استخدام الجثث آنذاك لتعليم طلبة الطب  للجثث للتدرب على التربنة من خلال وجود فتحات متعددة وعلى عمق مختلف .
وتعتبر مجموعة كورين هي المجموعة الأكثر ثراءً في العالم، وقد حولت البقايا العظمية التي تمت دراستها الى عدد من المتاحف.


صورة لجمجة اكتشفت في البيرو تظهر استخدامها لغاياتٍ تعليمية.




هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية طيبة وبعد ,,,,

    يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

    جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

    "جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ،
    ماذا يميز جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ؟
    أولاً: التقنية العالية والتسهيلات الحديثة: إن البنية التقنية لجامعة المدينة العالمية معدة لتلاءم أفضل المواصفات العصرية في مجال التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، وتشمل تلك البنية التحتية الأمور الآتية :

    • موقع جامعة المدينة العالمية المتميز على الإنترنت " www.mediu.edu.my " : والذي يقدم كافة أشكال الخدمات الجامعية ، والتي تشمل خدمات القبول والتسجيل والاستفسار والدخول على الدروس المباشرة والتواصل مع المدرسين والإداريين بالجامعة.
    • النظام الالكتروني للإدارة التعليمية " عليم "، لإدارة الشؤون الدراسية بالجامعة، والذي يمكن كلاً من الطالب والأستاذ الجامعي والمشرفين الإداريين على إدارة كافة أشكال العملية الدراسية والتواصل المباشر، وبث المحاضرات الأكاديمية وأداء التمارين الدراسية.
    • المكتبة الرقمية الشاملة www.mediu.edu.my/arb/elibrary/elibrary.htm والتي توفر للطالب والمحاضر الجامعي أغلب أنواع المصنفات والمراجع الدراسية.
    • مركز متميز لخدمة العملاء، والذي يمكن للطالب أو المحاضر أو المستفسر من خلاله الحصول على أي نوع من أنواع الخدمات المتاحة، وتوفر له إمكانية التواصل السريع.
    • الصبغة العالمية : حيث إن الكوادر الإدارية والتدريسية في الجامعة تنحدر من العديد من الجنسيات والثقافات من شتى دول العالم، مما يوفر للجامعة صبغة عالمية ويساعد الطلبة على سرعة التأقلم في الجو الدراسي بالجامعة.
    ثانيًا: البرامج الدراسية المتنوعة والمعتمدة:
    ثالثًا: (التعليم عن بعد( من خلال خمسة كليات موزعة كالأتي :-
    رابعًا: المنهج الأكاديمي المحكم:
    خامسًا: برامج تطوير شاملة للطلبة:
    سادسًا: رسوم دراسية معقولة:
    اسمحوا لنا أن نختم هذا الخطاب التعريفي بأن نسطر جزيل الشكر والتقدير لكم على اطلاعكم عليه آملين لكم المزيد من النجاح والتقدم والازدهار، ومتطلعين إلى المزيد من آفاق التعاون والتعاضد المثمرة والبناء.

    تحياتنا لكم
    فريق التسويق بجامعة المدينة العالمية بماليزيا

    ردحذف
  2. نعم عملية التربنة ناجحة عملو لعمي في مسطشفي الفاشر التعليمي شمال دار فور سودان علي يد البرفسير سليمان ميدوب لة الشكر والتقدير

    ردحذف
  3. يزن اعطاني الموضوع اسكتوا

    ردحذف
  4. هل يوجد منها حتى الان

    ردحذف
  5. هل يوجد منها حتى الان

    ردحذف