الأحد، 13 يناير 2013

فريدريك غرانت بانتنغ : الأحدث سناً في الحائزين على جائزة نوبل في الطب

فريدريك غرانت بانتنغ : الأحدث سناً في الحائزين على جائزة نوبل في الطب 
ترجمة واعداد : د.عبدالرحمن أقرع


يشير الموقع الرسمي لجائزة نوبل على الشبكة العنكبوتية أن متوسط عمر الحائزين على جائزة نوبل منذ نشأتها عام 1901 وحتى عام2011 م هو 57 عاماً ، وأن أصغر الحائزين عليها سناً هو الطبيب الكندي السير فريدريك غرانت بانتنغ ، والذي حاز على الجائزة الدولية في الثانية والثلاثين من عمره. وقد حصل على الجائزة في العام 1923 مناصفة مع جون ماكليود بصفتهما المكتشفين الرئيسيين للانسولين.
حياة هذا الطبيب حافلة بالأحداث كما بالانجازات ، وهو بالاضافة الى كونه طبيباً وعالماً طبياً فهو أيضاً مشهورٌ كرسام ، ولهذا كله حصل بعد سنين عدة من وفاته على لقب رابع أعظم كندي.
ولد السير بانتنغ عام 1891 م في أليستون في أونتاريو بكندا  ، وكان الأصغر بين خمسة أخوة ، وتلقى علومه في ألينستون قبل أن يتقدم بطلب للالتحاق بالجيش ، بيد أن طلبه رفضَ آنذاك نظراً لمعاناته من ضعف النظر فالتحق بالجامعة لدراسة علم اللاهوت ، ثم تحول لدراسة الطب وتخرج من الكلية الطبية في جامعة تورنتو عام 1916 م.
وفي الحرب العالمية الأولى تم ادراجه كطبيب في الجمعية الطبية للجيش الكندي حيث كان بحاجة ماسة لأطباء ، وجرح أثناء الخدمة في معركة ( كامباري ) عام 1918 ، وظل رغم جراحه يسعف الجراحة لمدة 16 ساعة قبل أن يطلب منه طبيب آخر التوقف ، وكوفئ بوسام الصليب العسكري من قبل الجيش تقديراً لبطولته.
وبعد الحرب أكمل بانتنغ تخصصه الطبي في جراحة العظام والمفاصل ، وقام كذلك بالتدريس بشكل جزئي في جامعة بلندن في أونتاريو ، وحصل على شهادة التخصص الطبي مع الميدالية الذهبية عام 1922م.
بدأ اهتمانم بانتنغ بمرض السكر بعد قراءة مقال عن البنكرياس ، وقد كانت عدة أعمال لباحثين تشير الى أن مرض السكر ينجم عن نقص لهرمون تفرزه جزر لانجرهانس الغدية في البنكرياس يؤدي نقصه الى ارتفاع سكر الدم ، بيد أن عزل الانسولين كان من الصعوبة بمكان لكونه هرموناً بروتينياً يتحطم بفعل الانزيمات الهاضمة للبنكرياس نفسه .
ثم اطلع بانتنغ على مقال علمي لموزيس بارون يتحدث فيه عن تجربته في اغلاق قناة البنكرياس التي تصب في الأمعاء الدقيقة فأثر ذلك المقال على بانتنغ وألهمه الى الاستنتاج أن اغلاق قناة البنكرياس ستؤدي الى تلف الخلايا الغدية غير الصماء التي تفرز الانزيم الهاضم (تريبسين)  مما يؤدي لاحقاً الى تحطيم الخلايا الخاصة بانتاج التريبسين دون تأثر الانسولين بذلك وبعد موتها يمكن عزل الانسولين بسهولة.

وقد شرح بانتنغ طريقته في عزل الانسولين لعالم الفيسيولوجيا في جامعة تورنتو ( جون ماكليود) الذي اقتنع بالفكرة وقدم تسهيلات بحثية مخبرية لبانتنغ وكلف أحد الطلبة (د. تشارلز بيست ) لمساعدة بانتنغ ، فبدأ بانتنغ وبيست في العمل حتى تمكنا من عزل الانسولين ، فحاز بانتنغ وماكليود على جائزة نوبل في الطب والفسيولوجيا عام 1923 م. 
ولم ينسَ بانتنغ مساعده في البحث الطالب تشارلز بيست فتقاسم معه حصته من جائزة نوبل.
ولم تقتصر جهود بانتنغ العلمية على عزل الانسولين ، بل شملت أبحاثه مجالات السرطان والسحار السيليسي (سيليكوزيز) ، وميكانيكية الغرق ، كما أبدى اهتماماً ملحوظاُ بفسيولوجيا الطيارين في الجو وساهم أثناء الحرب العالمية الثانية مع سلاح الجو الكندي في البحث العلمي في هذا المجال وتراس وحدة البحث التابعة لسلاح الجو لتفسير الظواهر الفسيولوجية والسريرية الخاصة بالطيارين المحلقين على علو كبير.
وقد توفي السير بانتنغ عام 1941 أثناء سفره الى انجلترا لتقديم بحثٍ أحده أحد زملائه.
وبالاضافة الى مجده العلمي فقد أبدى اهتماماً بالرسم منذ عام 1921 ، وكان صديقاً لمجموعة السبعة فنانين الذين تشاطروا العشق لرسم الطبيعة الوعرة لكندا ، وقام برحلات للرسم في عدة بقاع داخل كندا وخارجها ورسم لوحات زيتية وأخرى بالحبر ، وتعود ملكية لوحاته الآن الى متحف الفن الوطني في كندا.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق