أعلام طبية

ثيودور شوان (شفان)
ترجمة: د.عبدالرحمن أقرع
ثيودور شوان (شفان)
ولد عالم الفسيولوجيا الألماني ثيودور شوان عام 1810 ، واشتهر بمساهمته في وضع النظرية الخلوية مع زميله جاكوب شلايدن ، بالاضافة الى اكتشافه خلايا (شوان) وهي من خلايا الدبق العصبي للجهاز العصبي الطرفي التي تنتج المادة التي تتكون منها أغلفة الميلانين ، بالاضافة الى دراساته حول البيبسين ، واكتشاف الطبيعة العضوية للخميرة ، وفوق ذلك كله اخترع مصطلح ( الميتابوليزم : والذي يعني العمليات الأيضية).تلقى شوان علومه الجامعية في مدينة كولونيا الألمانية ثم في مدينة بون لاحقاً ، والتي التقى فيها بالعالم جوهانس مولر والذي عمل معه مدة اربع سنوات أثناء عكوف مولير على تأليف كتابه العظيم ( الفسيولوجيا) فيما كان دور شوان رفده بالتجارب العملية ، وفي هذه الفترة انشغلشوان بدراسة الخلايا تحت المجهر والتركيز على خصائصها المختلفة ، ولا سيما خلايا الجهازين العصبي والعضلي ، فاكتشف بعض خلايا الدبق العصبي التي سميت باسمه ( خلايا شوان) كما اكتشف طبيعة العضلات التي في بداية المريء من حيث كونها خلايا عضلية هيكلية وليست ملساء ، وبدأ بدراسة ظاهرة الانقباض العضلي .
كما ويحسب لمولير فضل توجيه شوان نحو دراسة الجهاز الهضمي فنجح الأخير في عزل الانزيم الهضمي ( بيبسين) عام 1837.
ويعتبر شوان أول تلميذ لمولير يكسر نظرية القوة الحيوية ، والتي تنص على أن الكائن الحي هو المصدر الوحيد لمركباته ، ولا يمكن تصنيعها في المعامل، وذلك باصراره على دراسة الظواهر الحيوية من منظار فيزيوكيميائي ، كما وساهم في نقض نظرية الخلق التلقائي التي نصت على امكانية تكون المواد الحية من أصلٍ غير حي.
كما ووضع النظرية الحيوية مع شاكوب شلايدن الذي عكف على دراسة الخلايا النباتية فيما عكف شوان على دراسة الخلايا الحيوانية ، وبينما دار الحديث بينهما عن النواة أدرك شوان ضرورة الربط بين الظاهرتين النباتية والحيوانية ، وقد تمخض عن جهود كليهما وضع النظرية الحيوية التي شكلت اساساً رائعا لتطور العديد من مجالات العلوم الحيوية وكان لها الأثر الايجابي في تطوير أعمال لويس باستور فيما بعد .
وينسب لشوان كذلك تأسيس مبدأ في علم الأجنة من خلال مراقبته للبويضة وادراكه أنها خلية مفردة تتحول فيما بعد الى بدنٍ كاملز
وقد توفي شوان عام 1882.
ردودولف فيرخوف
ترجمة واعداد: د.عبدالرحمن أقرع
رودولف فيرخوف: والد الأمراض الحديث
رودولف فيرخوف : طبيب وعالم سلالات وتاريخ وعلم أمراض ألماني ، له البصمة البارزة في تطور علم الصحة العامة وعلم الأمراض ، بالاضافة الى انشغاله بالسياسة، كما ويعتبر أحد مؤسسي علم الطب المجتمعي .
ولد رودولف فيرخوف عام 1821 لأسرة تقتات على الزراعة ، ودرس الطب والكيمياء في الأكاديمية العسكرية البروسية ، وعمل بعد تخرجه كطبيب مساعد في مشفى شاريتيه الذيسمي المبنى الذي يقع فيه المشفى باسمه لاحقاً ، ثم انتقل ليعمل محاضراً في جامعة برلين .
وقد أثرى فيرخوف وجوده الانساني على هذا الكوكب بالعديد من الاكتشافات العلمية ، فهوى أغزر من أضاف الى النظرية الخلوية الموضوعة من قبل شلايدن وشوان ، وهو أول من ميز شكل خلايا مرض اللوكيميا ، وأول من قبل أعمال روبرت ريماك التي استنتجت أن كل خلية تنشأ من خلية تسبقها عبر الانقسام .
وينسب الى فيرخوف اكتشاف آخر ينسب أيضا الى ( تشارلز تروازير) لأن كليهما توصل الى ذات الاكتشاف بشكل تزامني الا وهو أن تضخم العقد الليمفاوية فوق الترقوة يعتبر من أولى الأعراض على وجود ورم خبيث في المعدة أو الرئتين ( بنسبة أقل) مما جعل اسمعها (عقدة فيرخوف) أو ( علامة تروازير).
كما وينسب الى فيرخوف توضيح آلية حدوث مرض الانسداد الخثري الرئوي ، واكتشاف أن السدد الخثري يأتي من أوردة الساقين، بالاضافة الى وصفه للعوامل المساعدة على حدوث الانسداد الخثري ، والذي عرفت فيما بعد بـِ ( ثلاثية فيخروف).
كما وكان أول من أسس علم أمراض الخلية ، وعلم الأمراض المقارن ( بين الانسان والحيوان).
ومن اسهاماته الاكاديمية في الطب الألماني هو تشجيعه طلبة الطب على استخدام الميكروسكوب في دراستهم بكثرة ، وحثهم على (التفكير المجهري) كما أسماه.
وكوّن فيخروف مبدأً جديداً في تشريح الجثث نسب اليه أيضاً .
وعدا عن كونه طبيباً وعالماً فقد كانت له جهوده في اعادة التشكيل المجتمعي والسياسي ، ومن أقواله في هذا الشأن ( الطب علم اجتماعي ، والسياسة لا شيء سوى حلول نظرية) ويقول أيضاً : ( الأطباء هم المحامون الطبيعيون للفقراء ).
وقد اسس فيرخوف في العام 1869 جمعية علم السلالات والأعراق وما قبل التاريخ ، والتي كان لها التأثير الأكبر على علم الأركيولوجيا الألماني ، كما ويشتهر بدراسته المعروفة بـ ( قياس الجمجمة ) والتي توصلت الى نتائج مدهشة تتناقض مع العنصرية العلمية الخاصة بالجنس الآري.
وتم انتخاب فيرخوف كعضو أجنبي في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم عام 1861 ، كما نال في العام 1892 ميدالية كوبل من الجمعية الملكية في لندن.
توفي فيرخوف بقصورٍ في االقلب عام 1902 ، ودفن في مقبرة القديس متى في برلين.

باول لانجرهانس 
ترجمة واعداد: د.عبدالرحمن أقرع

باول لانجرهانس قصير وانجاز وفير
ولد عالم الأحياء والأمراض ووظائف الأعضاء الألماني باول لانجرهانس عام 1847 ، وكان والده طبيباً.
التحق بمدرسة (جراوين كلوستر) التي تعد أقدم مدرسة خاصة في برلين ، ونظراً لادائه المتميز فقد اعفي من الامتحانات الشفوية النهائية ، والتحق بعد ذلك بكلية الطب في جامعة (جينا) ثم أتم دراسة الطب في برلين بعدذلك.
بدأ لانجرهانس تألقه العلمي قبل التخرج حيث قدم عام 1969 رسالة بعنوان ( المزيد عن التشريح المجهري للبنكرياس ) تحدث في عن وجود جزر من الخلايا داخل البنكرياس مختلفة عما حولها ، وتصطبغ بلونٍ مختلف ، وهي أكثر تغذية عصبية مما سواها ، ولكنه لم يستطع تحديد وظيفتها ، واعتقد خاطئاً أنها قد تكون من العقد الليمفاوية ، هذه الجزر من الخلايا سميت باسمه لاحقاً ( جزر لانجرهانس) واكتشف أنها خلايا غدية تفرز الانسولين والجلوكاجون وغيرهما.
وقبل ذلك بعام - وهو لا يزال على مقاعد الدراسة أيضاً - قدم دراسة لمسابقة مفتوحة نظمتها جامعة برلين حول ( الخلايا الجلدية الشبيهة بالخلايا العصبية) عنونها بـِ ( حول أعصاب الجلد) محللاً خلايا جلدية لم تكن معروفة الوظيفة واحتاجت مئة عام بعد لانجرهانس لاكتشاف دورها كخلايا مناعية، وسميت بخلايا لانجرهانس كذلك.
الطريف في الأمر أن لانجرهانس بعد تخرجه زار سوريا وفلسطين والأردن برفقة عالم الجغرافيا ( ريتشارد كيبرت) واضطر للعودة بسبب نشوب الحرب الفرنسية البروسية ، وعمل في سيارة اسعاف فرنسية ، وفي العام 1871 عينه العالم الشهير (فيرخوف) - تحدثنا عنه سابقاً- في قسم التشريح المرضي في جامعة فريبورغ ، وخلال عامين نال الأستاذية الكاملة وحاز على لقب ( بروفيسور).
ولكن: لكل شيء ضريبته ، فعمله في قسم التشريح المرضي ، ووجوده الدائم في غرف التشريح أدى الى اصابته بعدوى السل عام 1874 ، فتنقل للعلاج بين مدن نبليس في ايطاليا ، وجزر كابري ثم الى دافوس وسيلفابلانا في سويسرا، مما أدى الى اعفائه من واجباته الأكاديمية.
وفي العام 1875 حط الرحال في منطقة ماديرا البرتغالية حيث تعافى جزئياً وبدأ حقلاً جديداً من المعرفة حيث بدأ بدراسة الديدان البحرية والرخويات اللافقارية ، وكان ذلك اسهاماً ثالثاً له في حقل العلوم ، وقد ألقى محاضرة قيمة حول اكتشافاته في الأكاديمية الملكية في برلين عام 1887.
كما عمل طبيباً في مدينة فونتشال البرتغالية عاصمة مقاطعة ماديرا ، وأولى اهتماماً خاصا حول مرض السل ، ونشر ابحاثه الخاصة بذلك.
كما ووضع كتاباً ارشادياً للقادمين الى الجزيرة وواصل تعلمه لعلم ( الأرصاد الجوية).
تزوج لانجرهانس عام 1885 من مارغاريثا ايبارت- أرملة أحد مرضاه- وذهب الى برلين من أجل العرس ليرى والده وأخته وأخويه للمرة الأخيرة ثم عاد الى فونتشال ليقم لمدة ثلاث سنوات سعيدة قبل أن توافيه المنية عام 1888 صريعاً بفشل كلوي تاركاً خلفه تراثاً علمياً زاخراً ومتنوعاً.
ايفان بافلوف
ترجمة: د.عبدالرحمن أقرع
ايفان بافلوف الذي حياته للعلم
ايفان بافلوف : عالم الفيزولوجيا وعالم النفس الشهير ، أراد في صباه أن يكون راهباً غير أنه قرر فيما بعد أن يهب حياته للعلم ليضيف بصمةً واضحة في سفر العلوم الفسيولوجية ويصبح أحد أبرز الاسماء قي هذا السفر على مستوى العالم.
ولد ايفان باتروفيتش بافلوف عام 1859 في ريازان في اواسط روسيا حيث كان والده أسقفاً لريازان ، فالتحق بمدرسة دينية لدراسة اللاهوت الا أنه قرر لاحقاً ترك المدرسة ليلتحق بجامعة سانت بطرسبرج لدراسة العلوم الطبيعية ويصبح عالم فسيولوجيا.
وانتقل بعد ذلك الى اكاديمية الجراحة الطبية لينال ال\كنوراة في التاسعة والعشرين من عمره عام 1878.
بدأ ( بافلوف ) أبحاثه في النسيج العصبي ووضع النظرية العصبية التي تنص على أن للجهاز العصبي دوراً مهيمناً في تنظيم الوظائف الفسيولوجية لأجهزة الجسم الأخرى مستدلاً على ذلك بنتائج أبحاثه وتجاربه حول الاعصاب المنظمة لعمل القلب ، والتي قدم بناءً عليها رسالة الدكتوراة عام 1883 ، كما وضع اسساً لعلم المنعكسة العصبية.
وقد تلقى بافلوف عام 1890 دعوة من جامعة ( الطب التجريبي ) ليؤسس دائرة الفسيولوجيا فيها ، ومكث رئيسا للدائرة المذكورة لمدة 45 عاماً محولاً اياها واحدة من اهم مراكز الابحاث في الفسيولوجيا الطبية على مستوى العالم .
بدأ بافلوف ابحاثه حول الجهاز الهضمي فقام بعزل الغدد اللعابية ودراسة اللعاب ولاحظ ان اللعاب يسيل لدى الكلب لدى رؤيته للطعام قبل ان يلتهمه فاطلق على الظاهرة اسم ( الافراز النفسي للعاب ) لتكون اساساً لما عرف بعد باسم ( المنعكسة الشرطية ) والتي قادت فيما بعد الى دراسة الظواهر النفسية والعصبية بشكل تجريبي، وبمواصلة الابحاث مع تلاميذه اكتشف الرابط بين المنعكسات الشرطية والقشرة الدماغية.
حصل بافلوف على جائزة نوبل عام 1904.
وحصل على عدة جوائز من الاكاديمية الطبية الروسية ، كما حصل على دكتوراة فخرية من جامعة كامبريدج عام 1912.
كما وحصل على لقب آمر فيلق الشرف من الأكاديمية الطبية في باريس عام 1917.
وبعد الثورة البلشفية كافأ النظام السوفيتي بافلوف ومنحه امكانيات لامحدودة للبحث وبأمر من لينين شخصياً ، مما جعل الاتحاد السوفيتي مركزاً عالمياً مميزاً للأبحاث الفسيولوجية الأمر الذي دشن بعقد المؤتمر الدولي الخامس للفسيولوجيا في مدينتي موسكو ولينينغراد.
تزوج بافلوف معلمة اجهضت حملها الاول بسبب جريها السريع اثناء الحمل خلف زوجها سريع المشي ، ثم انجبا ابناً توفي فجأةً وهو صغير ، وبعد ذلك انجبا ثلاثة اولاد وبنتاً واحدة واصبح اخد ابنائهم من كبار علماء الفيزياء الروس وبروفيسوراً في الفيزياء في جامعة لينينغراد.
توفي البروفيسور بافلوف عام 1936 بمرض ذات الرئة (نومونيا) عن 86 عاماً ، ويروى انه على فراش الموت استدعى احد تلاميذه النجباء واجلسه الى جانب سريره طالباً منه أن يسجل ظاهرة الموت في لحظاته الأخيرة ، وبذلك اعطى مثالا للعالم المهووس بالعلم حتى لحظة النزع الأخير.

جابرييل فالوبيو.. عطاء زاخر في عمرٍ قصير




يعتبر جابرييل فالوبيو أحد أهم علماء التشريح وأحد أعظم الأطباء  في القرن السادس عشر الميلادي  ، وينحدر من أسرةٍ نالت شرف 
النسب ولكن دون سعة العيش فعانى الأمرين لكي يتمكن من الحصول على التعليم، فاضطره شظف العيش الى الالتحاق بسلك الكهنوت .
ثم تلقى فالوبيو تعليمه الطبي في جامعة فيرارا الايطالية التي كانت من أرفع الجامعات الأوروبية مكانةً في حينها ، وتخرج عام 1548ثم  ميلادية ، وبعد تخرجه مارس التدريس الجامعي في عدة كليات طبية ثم أصبح فيما بعد استاذاً في علم التشريح ، ثم دعي الى عدد من الجامعات الايطالية المرموقة كجامعة ( بيسا ) قبل أن يصبح رئيسا لقسم التشريح والجراحة في جامعة ( باداوا) الشهيرة.
ومع شهرته كأحد أشهر علماء التشريح في كل العصور الا أنه أيضا نال استاذية في علم النباتات وكان زائراً منتظما للحديقة النباتية في باداوا ، كل هذه الانجازات حققها قبل أن يموت دون سن الأربعين من العمر.
وعرف بتواضعه وتعاونه مع زملائه رغم ما أشيع عنه من غيرته من كشوفات  زملائه ، بيد أن التاريخ أنصفه وشهد له أن انتقاداته لأعمال زملائه تندرج تحت بند النقد العلمي لا الحسد الشخصي.

ومن أبرز اسهاماته التشريحية اسهامه في اكتشاف الكثير من تشريح الرأس كاكتشاف الأذن الداخلية ، وطبلة الأذن وعلاقتها بعظيمات الأذن ، كما وصف بالتفصيل النافذة المستديرة والنافذة البيضاوية في الأذن وعلاقتها بالمتاهة الأذنية والقوقعة .
ويعتبر فالوبيو أول من اكتشف العلاقة بين خلايا العظم الصدغي والأذن الوسطى ، وأفضل من وصف القناة الدمعية والعظم الغربالي والأعصاب الشمية .
وقام فالوبيا كذلك بتصحيح مفاهيم معاصره فيزاليوس فيما يتعلق بتشريح العظام والعضلات.
واكتشف فالوبيو قناة فالوب التي تصل بين الرحم والمبيض والتي تحمل اسمهى ( قناة فالوب) كما ارتبط اسمه بالقناة المائية التي يمر منها العصب الوجهي .
ولا تقل اسهاماته في الطب السريري عن اسهاماته في التشريح حيث كان أول من استخدم المنظار لفحص الأذن وعلاجها ، وله كتابات قيمة عن علاج القروح والأورام .
وله كتابات نقدية كذلك في نقد كتاب أبوقراط (جروح الرأس ) 
وهنا يجب أن أتوقف قليلا حول ما يعتبر من انجازات فالوبيو الهامة ، ألا وهو اكتشاف الواقي  للعضو الذكري ، والحث على استخدامه للوقاية من مرض الزهري ( السيفلس) ، لأنه ان توخينا الانصاف فالواقي الذكري هو اكتشاف عربي بامتياز أوجده الشيخ الرئيس ( ابن سينا) .
وامتدت اهتمامات فالوبية العلمية الى كافة أشكال العلاج الدوائي منها وغيره وله كتابات قيمة فيها ولكنها لم تر النور الا بعد وفاته ، حيث جمعت كتاباته اليدوية وملخصات محاضراته ونشرت .
توفي فالوبيو عام 1562 ميلادية عن عمرٍ يناهز التاسعة والثلاثين فقط قدم خلالها للعلم ما لا يقدمه جهابذة عدة في عقودٍ متصلة.

 كلود برنارد
----------------

ولد عالم الفسيولوجيا الفرنسي (كلود برنارد ) في قرية فرنسية تدعى (سينت جوليان) في الثاني عشر من تموز (يوليو) عام 1813 للميلاد ، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها قبل أن ينتقل الى كلية في ( ليون ) ليترك الكلية لاحقا ويعمل مساعداً صيدلانياً في متجرٍ في ليون نفسها.
وكان يقضي ساعات فراغه في كتابة نص مسرحي من 5 أجزاء.
وعند بلوغه الحادية والعشرون من العمر عام 1834 توجه الى باريس مصطحباً نص مسرحيته ومقدمة لنص أدبي آخر بيدَ أن النقاد لم يبدوا اعجابهم بفكرة أن يمتهن الأدب ، بل ألحوا عليه أن يدرس الطب بدلاً من ذلك.
وفي مشفى (اوتيل دي لا باري ) عمل كلود متمرناً ليلتقي هناك بالطبيب والفسيولوجي الفرنسي ( فرانسوا مجندي) الذي يعمل في ذات المشفى ، وبعد 8 سنوات عام 1841 انتقل كلود برنارد ليعمل مخبرياً مساعداً في كلية (فرنسا) .
تزوج كلود برنارد عام 1845 واستغل مهر عروسه للانفاق على تجاربه العلمية ، وعين أستاذاً في مختبرات مجندي عام 1849 ليصبح استاذاً كامل الاستاذية عام 1855 .
من المفارقات في حياة كلود برنارد أنه عين رئيساً لقسم الفسيولوجيا في جامعة السوربون بيد أنه لم يزود بمختبر للابحاث ، حتى أتاحت مقابلة له مع (لويس نابليون) سداً للنقص حيث امر بتدشين مختبر له في متحف العلوم الطبيعية.
وقد حاز على عضوية الأكاديمية الفرنسية عام 1868 ، في ذات العام الذي انتخب فيه عضواً أجنبياً في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم .
كان كلود برنارد مختلفاً عن معاصريه من أهل العلم ، وصاحب نظرة ثورية قائمة على البحث والتجريب طريقاً للكشف العلمي ، وكانت اولى أعماله الملفتة اكتشافه لدور عصارة البنكرياس في الهضم ، أما ثاني اكتشافاته وأشهرها فهي اكتشاف الجلايكوجين ودور الكبد في العمليات الاستقلابية للسكر ، مما ألقى الضوء على فهمنا لاسباب مرض السكر.
وثالث أعماله هي اكتشافه لأعصاب الجملة الودية المغذية للأوعية الدموية مما له عظيم الأثر في ضبط الدورة الدموية وضغط الدم.
بيد أن أبرز ما منح كلود برنارد الخلود في السجل الطبي والعلمي هو اكتشافه لمفهوم استتباب البيئة الداخلية للجسم واعتبار ذلك حجر الزاوية للحياة وهو المفهوم الذي يدور عليه حالية حجر رحى علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) .
انفصل كلود برنارد عن زوجته عام 1869 بسبب فلسفته الخاصة بجواز استخدام الحيوانات للتجارب ورهن ألمها من أجل عافية الانسان ورفاهيته ، وبعد الانفصال التحقت زوجته بجمعيات الدفاع عن الحيوان .
توفي كلود برنارد في العاشر من شباط عام 1878 م. وحظي بجنازة شعبية مهيبة قلما حظيبمثلها أحد رجالات العلم في زمنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق